نشأة قرطاج وتوسعها

موضع مدينة قرطاج
الأطوار التاريخيّة الكبرى لقرطاج البونيّة
المقدّمة
قرطاج هي مرفأ تجاري أسسه الفينيقيون في أقصى شمال شرقي قارة إفريقيا
تحولت إلى مستوطنة فينيقية ثم إلى مدينة ثم إلى عاصمة الإمبراطورية القرطاجية التجارية الشاسعة في الحوض الغربي للبحر المتوسط
كيف تأسست قرطاج وكيف توسعت عبر مستوطناتها؟
وكيف مثلت التجارة البحرية ركيزة اقتصاد البلاد؟
I -  تـأسيس قرطاج وتوسعها
1- تأسيسها
قرطاج = قرط حدشت = المدينة الجديدة عند الفينيقيين.
أسسها الفينيقيون في نهاية القرن 9 ق.م (وحسب الأسطورة أسستها أميرة فينيقية هي عليسة وذلك سنة . ق م814 

أسطورة تأسيس المدينة

الأسطورة الشائعة : كتبها المؤرخ جوستين أن عليسة فاوضت حاكم البلاد الأمازيغي لمنحها أرضا تبني عليها مدينتها غير أن الملك أبى أن يمنحها أكثر من مساحة جلد ثور فقبلت عليسة ذلك أمام دهشة مرافقيها، إلا أن الأميرة كانت تضمر خطة ذكية ستمكنها من بلوغ غايتها وتأسيس واحدة من أشهر المدن عبر التاريخ وهي مدينة قرطاج. قامت عليسة بقص جلد الثور إلى أشرطة دقيقة طويلة أحاطت بها الهضبة التي تعرف حتى الآن بهضبة بيرصا وهي تعني بلغة السكان الأصليين "جلد ثور". وكانت تلك نقطة الانطلاق لبناء حضارة متطورة قائمة على الملاحة والتجارة بين شرق البحر الأبيض المتوسط وغربه. و للاستفادة من تطور المدينة طلب ملك الأمازيغ الزواج منعليسة، ولما كانت الأميرة عازمة على البقاء وفية لذكرى زوجها وخوفا من أن يجلب رفضها دمارا للمدينة آثرت الانتحار محافظة بذلك في الوقت نفسه على عهدها لزوجها وعلى المدينة التي أسستها. أما الأسطورة الثانية التي صاغها الشاعر الروماني "فرجيل" تقدم عليسة في صورة تجمع بين قوة الملكة الحكيمة ورقة المرأة العاشقة.

تأسيس قرطاج

أسست الأميرة الفينيقية عليسة (أليسا أو أليسار) قرطاج عام 814 ق.م.، حسب رواية المؤرخين القدماء. وجاءت الأميرة هاربة مع أصحابها من مدينة صور بلبنان، وسموا المدينة  "قَرْتْ حَدَشْتْ" بمعنى "المدينة الجديدة" (من الفينيقية: قَرْتْ أي مدينة، وحَدَشْت أي حديثة)، فأصبح الاسم "قرطاج" عن طريق النطق اللاتيني. وكانوا يعبدون خاصة "ملقرت"، واسمه يعني ."ملك المدينة"ة 
موقعها: استراتيجي على خليج تونس المطل على مضيق صقلية: يمكّن من مراقبة السفن التجارية التي تمر منه
 ومراقبة المرافئ التجارية البحرية الفينيقية بالحوض الغربي للمتوسط
موضعها: ساحلي على هضبة بيرصة محصنة من الأخطار الداخلية والخارجية
2- توسع قرطاج: من مرفأ تجاري إلى إمبراطورية شاسعة

مكن النشاط التجاري البحري الفنيقيين من تأسيس مستوطنات ساحلية عديدة تحولت تدريجيا إلى إمبراطورية شاسعة.
تعاظمت مكانة قرطاج تدريجيا بعد سقوط المدينة الأم (وهي صور الفينيقية) في أيدي ملوك بابل سنة 573 ق.م.
وأصبحت قرطاج عاصمة الدولة القرطاجية الممتدة على سواحل الحوض الغربي للمتوسط
II - أهمية النشاط التجاري
1- عوامل الازدهار التجاري القرطاجي
 تمّ تنظيم رحلتين استكشافيتين بحريتين
الأولى (سنة 465 ق.م) بقيادة حنّون وتوجهت نحو خليج غينيا
الثانية (سنة 450 ق.م)بقيادة خملك وتوجهت نحو الجزر البريطانية (جزر القصدير).
مكنت الرحلتان من تأسيس مستوطنات ساحلية جديدة وتوسيع مجال التجارة البحرية القرطاجية حتى الجزر البريطانية شمالا وخليج غينيا جنوبا
توقيع معاهدة تجارية مع الإمبراطورية الرومانية ضبطت بموجبها مناطق النفوذ التجاري لكل طرف
عوامل عسكرية وهي امتلاك أسطول حربي يصنّع في مدينة قرطاج مكنها من حماية أسطولها التجاري البحري.
2- تطور التبادل التجاري: من المقايضة إلى اعتماد العملة الذهبية
اعتمد التجار القرطاجيون في البداية على المقايضة (بضاعة ببضاعة) .
ثم تطورت تجارتهم وأصبحوا يعتمدون النقود الذهبية في معاملاتهم التجارية
3- تعدد المسالك التجاري وأطراف التبادل
تعددت المسالك التجارية البحرية: عبر البحر المتوسط وعبر سواحل أوروبا الغربية وإفريقيا الغربية
تاجر القرطاجيون مع مواطنيهم الأصليين في فينيقيا كما تعاملوا مع سكان سواحل ليبيا + مع بلاد الإغريق + مع الجزر المتوسطية ومع بلاد الايبار + مع الرومان : تعدد أطراف التبادل التجاري.
4- تنوع المواد المتاجر بها
جلبوا الذهب والعاج والجلود والعبيد من إفريقيا الوسطى.
جلبوا المعادن وخاصة الفضة من اسبانيا والنحاس والقصدير من جزيرة سردينيا والقصدير كذلك من الجزر البريطانية
جلبوا المواد الغذائية وخاصة الحبوب والخمر من صقلية
الخاتمة
تمكنت قرطاج بفضل نمو تجارتها البحرية من تكوين إمبراطورية شاسعة في المتوسط واكتسبت ثروات طائلة استثمرتها في ميادين عديدة 
غير أن هذه الثروة وهذا النفوذ جلب لها أطماع الرومان ودخلت في 3حروب بونية معهم انتهت بتدميرها.

إرسال تعليق

0 تعليقات